سورة النحل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{أتى أمر الله} أَيْ: عذابه لمَنْ أقام على الشِّرك، أَيْ: قد قَرُبَ ذلك {فلا تستعجلوه} فإنَّه نازلٌ بكم لا محالة {سبحانه} براءةٌ له من السُّوء {وتعالى} ارتفع بصفاته {عما يشركون} عن إشراكهم.
{ينزل الملائكة} يعني: جبريل عليه السَّلام وحده {بالروح} بالوحي {من أمره} والوَحْيُ من أمر الله سبحانه {على مَنْ يشاء من عباده} يريد: النَّبيِّين الذين يختصُّهم بالرِّسالة {أن أنذروا} بدلٌ من الرُّوح، أَيْ: أعلموا أهل الكفر {أنه لا إله إلاَّ أنا} مع تخويفهم إنْ لم يقرُّوا {فاتقون} بالتَّوحيد والطَّاعة، ثمَّ ذكر ما يدلُّ على توحيده، فقال: {خلق السموات...} الآية.
{خلق الإِنسان من نطفة} يعني: أُبيَّ بن خلف {فإذا هو خصيم} مخاصمٌ {مبين} ظاهرُ الخصومة، وذلك أنَّه خاصم النبيَّ صلى الله عليه وسلم في إنكاره البعث.


{لكم فيها دفء} يعني: ما تستدفئون به من الأكسية والأبنية من أشعارها وأصوافها وأوبارها {ومنافع} من النَّسل والدَّرِّ والرُّكوب.
{ولكم فيها جمال} زينةٌ {حين تريحون} تردُّونها إلى مَراحها بالعشايا {وحين تسرحون} تخرجونها إلى المرعى بالغداة.
{وتحمل أثقالكم} أمتعتكم {إلى بلد} لو تكلَّفتم بلوغه على غير الإِبل لشقَّ عليكم، والشِّقِّ: المشقَّة {إنَّ ربكم لرؤوف رحيم} حيث منَّ عليكم بهذه المرافق. وقوله: {ويخلق ما لا تعلمون} لم يُسمِّه، فالله أعلم به.
{وعلى الله قصد السبيل} أَي: الإِسلام والطَّريق المستقيم يُؤدِّي إلى رضا الله تعالى، كقوله: {هذا صراط عليَّ مستقيم} {ومنها} ومن السَّبيل {جائر} عادلٌ مائل كاليهوديَّة والنَّصرانية {ولو شاء لهداكم} أرشدكم {أجمعين} حتى لا تختلفوا في الدِّين، وقوله: {ومنه شجر} يعني: ما ينبت بالمطر، وكلُّ ما ينبت على الأرض فهو شجر {فيه تسيمون} ترعون مواشيكم.


{وما ذرأ لكم} أَيْ: وسخَّر لكم ما خلق في الأرض {مختلفاً ألوانه} أَيْ: هيئته ومناظره، يعني: الدَّوابَّ والأشجار وغيرهما.
{وهو الذي سخر البحر} ذلَّله للرُّكوب والغوص {لتأكلوا منه لحماً طرياً} السَّمك والحيتان {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها} الدُّرَّ والجواهرَ {وترى الفلك} السُّفن {مواخر فيه} شواقّ للماء تدفعه بِجُؤْجُئِها بصدرها {ولتبتغوا من فضله} لتركبوه للتِّجارة، فتطلبوا الرِّبح من فضل الله.
{وألقى في الأرض رواسي} جبالاً ثابتةً {أن تميد} لئلا تميد، أَيْ: لا تتحرَّك {بكم وأنهاراً} وجعل فيها أنهاراً كالنِّيل والفرات ودجلة {وسبلاً} وطرقاً إلى كلِّ بلدةٍ {لعلكم تهتدون} إلى مقاصدكم من البلاد. فلا تضلُّوا.
{وعلامات} يعني الجبال، وهي علاماتُ الطُّرق بالنَّهار {وبالنجم} يعني: جميع النُّجوم {هم يهتدون} إلى الطُّرق والقِبلة في البرِّ والبحر.
{أفمن يخلق} يعني: ما ذُكر في هذه السُّورة، وهو الله تعالى {كمَنْ لا يخلق} يعني: الأوثان. يقول: أَهما سواءٌ حتى يسوَّى بينهما في العبادة؟ {أفلا تذكرون} أفلا تتَّعظون كما اتَّعظ المؤمنون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8